في لقاء استثنائي يوم الجمعة 25 ديسمبر: الروائي التونسي حبيب السالمي في برنامج "المكتبة مع كمال الرياحي" مباشرة من باريس
يستضيف برنامج “المكتبة مع كمال الرياحي” على الفايس بوك مباشر الكاتب الحبيب السالمي مباشرة من باريس بعد أن كان استضاف السوري جان دوست والجزائريين واسيني الأعرج وعمارة لخوص واللبناني رشيد الضعيف.
ويعتبر الحبيب السالمي واحد من أهم الروائيين العرب واحد اعلام الرواية التونسية، ترجمت أعماله إلى لغات كثيرة أهمها الفرنسية الإيطالية والإنجليزية والالمانية وينشر رواياته في دار الآداب البيروتية منذ سنوات.
من أعماله جبل العنز، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1988صورة بدوي ميت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1990متاهة الرمل، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1994حفر دافئة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999عشّاق بيَّة، دار الآداب، بيروت، 2001أسرار عبد الله، دار الآداب، بيروت، 2004روائح ماري كلير، دار الآداب، بيروت، 2008نساء البساتين، دار الآداب، بيروت، 2010عواطف وزوّارها، دار الآداب، بيروت، 2013بكارة، دار الآداب، بيروت، 2016الاشتياق إلى الجارة، دار الآداب، بيروت، 2019.
وكان البرنامج قد استضاف يوم الجمعة 18 ديسمبر الروائي الجزائري عمارة لخوص مباشرة من أمريكا في حوار مطول جمعه مع كمال الرياحي وفريق برنامج المكتبة وقد كانت البداية مع الجانب السيري الذي سلط عليه كمال الرياحي الضوء فتطرق إلى جوانب من طفولة الضيف لم يقع تناولها سابقا بالنظر إلى أصوله الأمازيغية وولادته في الجزائر العاصمة.
وأكد عمارة لخوص أنّ هذه العوامل أسهمت في انفتاحه على اللغة العربية التي أغنت شخصيته أضف إلى ذلك أن نشأته في أسرة متعددة الأفراد كان لها الفضل في تربيته على قبول الاختلاف والتعايش مع الآخر والانفتاح بعد ذلك على مختلف الشعوب وعلى اللغات.
وقد تطرق كمال الرياحي إلى فكرة أساسية وسمت مشروع عمارة لخوص الروائي تتمثل في اعتبار الكتابة عملا جماعيا على الرغم من أن الكتابة الأدبية فيها شيء من الأنانية حتى أنها مرتبطة بالعزلة أكثر منها بالمشاركة وقد أكد الضيف هذه الفكرة وأشار إلى أن لتأثره بالسينما دور في ترسيخ هذه الفكرة.
وتطرق كمال الرياحي في الحوار إلى ظروف هجرته إلى إيطاليا في العشرية السوداء وملابسات ذلك فتحدث عمارة لخوص بإسهاب عن صعوبة الحياة في الجزائر خلال فترة التسعينات وكان أمامه ثلاث خيارات إما الانتحار وإمّا الجنون وإمّا الهجرة وكان الخيار الثالث هو سبيله للنجاة فهاجر في أول أكتوبر 1995 إلى إيطاليا حاملا معه مخطوط روايته الأولى “البق والقرصان” وهناك عاش ظروف صعبة وقاسية في الاندماج داخل مجتمع غريب عنه ولكن الهجرة كانت حياة ثانية فحاول تحقيق حلمه في أن يكون كاتبا وبدأ بدراسة اللغة الإيطالية وحاول تحقيق المصالحة مع ذاته العميقة وكان سبيله لذلك شغفه بالسينما والكتابة وقد كان لتعرفه على فرانشيسكو ليجو دور مهم في تعريفه على المشهد الثقافي الإيطالي من خلال ترجمة روايته الأولى وكانت البوابة التي دخل منها إلى عوالم الكتابة باللغة العربية ثم بالإيطالية.
حول رواية “كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك” التي أعاد كتابتها بالإيطالية سأله كمال الرياحي عن الفرق بين إعادة الكتابة والترجمة فأجاب أن المترجم عمله صارم لا يسمح له بتغيير النص أما إعادة الكتابة فتسمح بالحذف والإضافة وهي محاولة لجعل النص يتأقلم مع مقروئية معينة.
وقد بادره كمال الرياحي بالسؤال عن الأديب الأقلي وهو الذي يكتب باللغة المهيمنة من موقعه كأقلي ولا يمكنه أن ينجو من الكتابة بالسياسة وقد اعتبر عمارة لخوص أن الكتابة الجيدة هي التي تضيف للغة ويملك صاحبها رؤية ينظر من خلالها إلى العالم فعلاقته باللغة الإيطالية ليس لها علاقة بالاستعمار بل هي لغة أختارها ولم تختره وحول مسألة كتابته عن الهجرة والمهاجرين فكان من زاوية أن الهجرة منحته فرصة الانفتاح والتأمل في تجارب مختلفة وبالتالي لا يعتبر نفسه كاتبا أقليا.
وتمحورت مداخلات ابتسام الوسلاتي حول روايته الأخيرة “طير الليل” الصادرة عن دار المتوسط والتي تكشف صفحات من تاريخ الجزائر الحديث فتعري المسكوت عنه في ثورة التحرير الجزائرية وتاريخها السري وسألته هل يسعى الروائي عمارة لخوص إلى البحث في أسباب العنف السيّاسي والدموي الذي شهدته الجزائر ويحاول تشخّيص ظاهرة العنف للبحث عن حلول فأجاب أن الكاتب الجزائري اليوم يجب أن يكون مؤرخا ومحللا نفسانيا حتى يحقق المصالحة مع الماضي باعتباره ظلا يلازمنا وهو ماضي مفعم بالعنف في مختلف مراحله واعتبر أن رواية “طير الليل” تنتمي إلى أدب الجريمة وترمي إلى الكشف عن صفحات من العنف الذي شهدته الجزائر منذ فترة الاستعمار.
ودارت مداخلتها الثانية حول السؤال الذي طرحه الكاتب في ثنايا صفحات رواية “طير الليل” ونصه لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ علما أن هذا السؤال الذي طرحه شكيب أرسلان في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين اليوم وبعد مضي أكثر من قرن هل يعتبر عمارة لخوص أن هذا السؤال مازال يملك مشروعية طرحه فكانت إجابته بالتأكيد هذا السؤال يفكر فيه باستمرار ويعتبر أنّ الفرق بين العالم المتقدم والعالم المتخلف يكمن في أمرين الأول يتعلق بحرية التفكير للأسف الأنظمة العربية تقمع حرية التفكير أما المسألة الثانية فتتعلق بالثقة في الآخر في العالم المتقدم هناك دائما مجال للثقة وهو ما يطرح إمكانيات للتعايش السلمي بعيدا عن الشك وسوء الظن.
أمّا مداخلة ابتسام الوسلاتي الثالثة فكانت حول الفرق بين المجاهد والمرتزق حسب التصنيف الوارد في رواية “طير الليل” فالأول حارب الاستعمار ليبني البلد أما الثاني فقد استغل الثورة ليكسب الثروة وسألته هل أن قدر الثورات العربية أن يقودها المجاهدون ويسرقها المرتزقة فأجاب أنّ الثورة سيرورة تحتاج إلى وقت فهي غير قادرة على تغيير النظام دفعة واحدة فالثورة المضادة تمتلك المال ورأس المال وتسعى إلى حماية مصالحها.