خالد الهرماسي
لا يختلف إثنان في قيمة التاريخ النضالي و السياسي لأحد أبرز الوجوه السياسية الأستاذ أحمد نجيب الشابي الذي بدأ المسيرة متأثرا بالفكر البعثي المهوس بالقيادة بأي شكل و لو بالعنف المسلح عن طريق الانقلابات العسكرية التي كانت تقدم للشعوب العربية على أنها ثورات ضد الظلم و الإستبداد في حين أنه مع الأسف الشديد كانت هذه الأنظمة العسكرية و إلى اليوم اشد ديكتاتورية و حكم شمولي يجعل من الفرد الأقوى على الميدان قائد فاشي لا يحترم إرادة الشعب ولا القوانين ولا حتى المؤسسات فهو الدولة و الدولة هو حتى يصاب بداء جنون العظمة ليأكل الأخضر و اليابس…
هكذا كانت بداية أحمد نجيب الشابي لكن سرعان ما طور الرجل من فكره و قام بمراجعات ذاتية ليبتعد عن هذا الفكر الإستبدادي رغم الأثر الواضح الذي تركه البعث في شخصية نجيب الشابي إلى الآن بحيث بين الوقت و الآخر يستدعي زعيم PDP الفكر البعثي لنرى نجيب الشابي في ثوب بعيد كل البعد عن الديمقراطية و الحرية و العدالة الإجتماعية…
بعد نضال طويل ضد هيمنة الحزب الواحد و حكم الفرد في الفترة البورڨيبية ثم العهد النوفمبري و بعد إنتصار ثورة الحرية و الكرامة اعتقد الجميع دون إستثناء تقريباً أن المرحلة القادمة سيكون لأحمد نجيب الشابي الدور الأساسي فيها بحكم الشرعية النضالية للرجل لكن مع الوقت تبين أنه غير مستوعب اللحظة التاريخية و غير فاهم أصلاً من هو نجيب الشابي هل هو البعثي الشمولي المستبد أم هو الديمقراطي الاشتراكي الذي ينادي بالحرية و العدالة الإجتماعية فكثرت مع الوقت أخطاء الرجل و كأنه سنة أولى سياسة و تبين أنه مصاب بإنفصام الشخصية السياسة و هذا سبب السقوط المدوي لرجل ضن الجميع بما فيهم المجتمع الدولي و شركاء تونس في الخارج أنه رجل مرحلة ما بعد الثورة إلا أن الرياح لم تكن كما يشتهي زعيم PDP و بدأت رحلة السقوط السريع و الرجوع إلى الوراء ليتحول الشابي من رجل سياسي واقعي إلى شخص ناقم على النجاح و على سلاسة تأقلم تونس مع وضعها الجديد ألا وهو طريق الحرية و الديمقراطية…
- Advertisement -
ليصبح أحمد نجيب الشابي فريسة سهلة لأعداء التجربة التونسية مما جعله عراب جبهة الإنقاذ خلال اعتصام عيال زايد ذات صيف 2013 لإلحاق تونس ركب التجارب الفاشلة في مصر سوريا و اليمن لكن مرة أخرى يسقط الرجل سقوط مذل ليكون مثل الشهيلي الذي يطيب لغيره و الحطب الذي أشعل به السبسي طبخة التوافق مع النهضة و هكذا لعب احمد نجيب الشابي دور بابا نويل الذي يقدم الهدايا ثم يختفي…
وبقي نجيب الشابي على هذا الحال حتى أصبح دوره كالمنجم الذي تستعمله وسائل الإعلام في الشعوذة و قراءة الطالع و التنبؤ بما قد يحدث خلال السنة الجديدة و أهم ما تنبأ به الأب نجيب هو زيارة القرصان خلفية حفتر لتونس بعد توبيخ كتلة عبير موسي لوزير الخارجية و الدفاع هذا طبعاً حسب قراءة المنجم أحمد نجيب الشابي المناضل و الديمقراطي السابق و البعثي الحالي اليوم…
يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوعه مع الأسف الشديد هكذا إنتهى أحمد نجيب الشابي سياسيا…