بدأ الذكاء الاصطناعي يتسلل إلى مجالات اعتقد لسنوات أنها محظورة بشكل تام، حيث أخذ يدخل في مجال الفتاوى في بعض البلدان، ومنها إيران!
ففي مدينة قم الشهيرة في إيران، لكونها مركزًا للتعليم وتحضير الأئمة ورجال الدين الشيعة، بدأ التطور التكنولوجي يطرق بابها.
فموجة الاهتمام العالمي بإمكانات الذكاء الاصطناعي وصلت حتى إلى رجال الدين والمعممين، الذين بدأوا في استكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في مجالهم، من تحليل النصوص الدينية الطويلة، وصولًا إلى إصدار المراسيم وبعض القرارات الشرعية.
يساعد في الفتاوى
في السياق، قال محمد قطبي، الذي يرأس منظمة رسمية تعد رجال الدين: “لا يمكن للروبوتات أن تحل محل كبار رجال الدين، لكنها يمكن أن تكون مساعدًا موثوقًا يعينهم على إصدار الفتوى في خمس ساعات بدلًا من 50 يومًا، في إشارة إلى البحث وقراءة مئات النصوص الطويلة، وفق ما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، اليوم الإثنين.
كما أضاف أنّ عشرات المشاريع يجري تنفيذها في قم وأماكن أخرى في البلاد في هذا المجال.
إلى ذلك، رأى أن التكنولوجيا يمكن أن تساعد أيضًا رجال الدين على معالجة بعض المخاوف العامة، وعلى إصدار الأحكام في مجتمع متزايد التعقيد.
واعتبر أنّ الذكاء الاصطناعي سيسمح للمعممين بأن “يكون لهم تأثير اجتماعي أكبر”، وفق قوله.
يشار إلى أن المؤسسة الدينية الإيرانية تبحث منذ انعقاد أول مؤتمر للذكاء الاصطناعي في مدينة قم عام 2020، عن طرق لتسخير التكنولوجيا.
وقد تحدث رئيس مدرسة قم العلمية، وهي أكبر مؤسسة من نوعها في العالم الشيعي، مؤخرًا عن كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتسريع الدراسات الإسلامية لطلبة الدراسات العليا.
علمًا أن معظم رجال الدين في البلاد ما زالوا يتبعون نهجًا أكثر تقليدية في الدراسات الدينية، ويفضلون العمل الشاق على وثائق طويلة لاستخراج الأحكام والفتاوى وتكييفها مع الحياة المعاصرة.
لذا من غير المتوقع أن يغير كبار رجال الدين ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 80 و100 عام، مسارهم، لكن من المرجح أن يكون الأصغر سنًا أكثر انفتاحًا على هذا التقدم التكنولوجي