أفاد المدير العام للأمن الوطني مراد سعيدان، اليوم السبت، بأن السنوات الأخيرة شهدت زيادة غير مسبوقة ومقلقة في معدلات العنف المدرسي، الذي أصبح يتسبب في ارتكاب جرائم كبرى داخل المؤسسات التعليمية.
وقال سعيدان خلال مشاركته في ورشة ختامية حول مكافحة العنف بالفضاءات المدرسية، إن هذه الظاهرة باتت تشكل تحديًا حقيقيًا للمنظومة التربوية في تونس، وتتطلب جهودًا استثنائية من جميع الأطراف المعنية للحد منها.
وكشف سعيدان عن حالة محددة من العنف المدرسي، حيث قام مجموعة من التلاميذ في إحدى المؤسسات التربوية بالتواصل مع مجموعة أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التحضير لشن هجوم على تلاميذ مؤسسة تربوية أخرى. هذه الحادثة تسلط الضوء على خطورة تطور العنف المدرسي واستخدام الإنترنت والتكنولوجيا في تنظيم مثل هذه الأفعال.
وأضاف سعيدان أن هذه الظاهرة أصبحت تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك بين مختلف الأطراف المتدخلة، بما في ذلك وزارة التربية، وزارة الداخلية، والجمعيات الأهلية، بالإضافة إلى الأسرة والمجتمع المدني.
واعتبر أن الحلول لمكافحة العنف المدرسي لا تقتصر فقط على تعزيز الإجراءات الأمنية، بل تشمل أيضًا التعامل مع الأسباب الجذرية للمشكلة.
وأوضح أن هناك عدة عوامل تسهم في تصاعد العنف المدرسي، مثل المخدرات، الأوضاع الأسرية المتوترة، والضغوط النفسية التي يعاني منها التلاميذ، مشيرًا إلى ضرورة فهم هذه العوامل بشكل معمق والعمل على معالجتها. كما أضاف أن تعزيز التربية على القيم والاحترام في المؤسسات التعليمية يمكن أن يكون له دور كبير في تقليص هذه الظاهرة.
وشدد سعيدان على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع في التصدي للعنف المدرسي، من خلال زيادة الوعي والتوعية بأثر العنف على الأفراد والمجتمع ككل. كما دعا إلى تكثيف برامج الوقاية والتأهيل للتلاميذ المعرضين للعنف، سواء داخل المدرسة أو في محيطهم الأسري والاجتماعي.