أكدت جودة دحمان، الكاتبة العامة المساعدة لجامعة التعليم الثانوي، أن المدرسة التونسية اليوم مريضة وتعاني من عدة آفات تهدد النظام التربوي، مشيرة إلى أن أبرز هذه الآفات هي ظاهرة انتشار المخدرات في الوسط المدرسي.
وأوضحت في تصريحاتها اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024، أن هناك غياباً تاماً لإجراءات فعلية أو حلول ناجعة للتصدي لهذه الظاهرة التي تؤثر بشكل كبير على حياة التلاميذ.
وشددت على ضرورة إصلاح المنظومة التربوية بشكل جدي، وذلك بمشاركة كل الأطراف المعنية، مؤكدة أنه لا يمكن بناء مجتمع سليم على مدرسة مريضة تعاني من الخروقات والظواهر السلبية الخطيرة. وأشارت إلى أن المنظومة التعليمية بحاجة إلى إصلاح جذري يشمل جميع جوانبها، بما في ذلك طرق التعليم وأخلاقيات العمل التربوي، وكذلك تعامل المؤسسة التربوية مع التحديات الحالية مثل العنف والمخدرات.
كما أكدت على أهمية دور الأولياء في المساهمة في هذا الإصلاح من خلال المرافقة الجادة لأبنائهم، والتوعية المستمرة لهم حول خطورة المخدرات والعنف، مؤكدة أن حماية التلاميذ تبدأ من الأسرة والمدرسة معًا.
وفي سياق متصل، أشار المندوب الجهوي للتربية في أريانة إلى ظهور ظاهرة جديدة تهدد صحة وسلامة التلاميذ، تتمثل في تعمد بعض التلاميذ إزالة الغطاء الخلفي للأقلام اللبدية وإضافة مسحوق الغلال المعلبة إليها لإضافة نكهة خاصة، ثم استنشاقها عن طريق الفم بهدف الحصول على حالة من “الانتشاء”. وقد حذر المندوب من خطورة هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر بشكل ملحوظ في صفوف التلاميذ، خاصة في مرحلة التعليم الإعدادي.
ودعا إلى تشديد الرقابة داخل المؤسسات التعليمية والمناطق المحيطة بها لمنع انتشار هذه الظاهرة، إضافة إلى تنظيم حملات توعوية تحسيسية للأولياء والتلاميذ حول الأضرار الصحية لهذه الممارسات.