بلغت كميات الأمطار بكامل البلاد التونسية 80,5 مم خلال الفترة الممتدة بين غرة سبتمبر 2024 و17 نوفمبر 2024، حيث سجلت أهم الكميات في جهتي الوسط الشرقي والشمال الشرقي، حيث بلغت 176,7 مليمتر و141,9 مليمتر على التوالي. وعلى الرغم من هذه الزيادة في بعض المناطق، أظهرت الإحصائيات الأخيرة التي نشرتها الإدارة العامة للموارد المائية أن جل مناطق البلاد سجلت فائضًا في الأمطار يتراوح بين 6% و87% مقارنة بالمعدل العادي للفترة، باستثناء منطقة الشمال الغربي التي سجلت عجزًا قدره 19%.
أما فيما يتعلق بالإيرادات المائية للسدود، فقد بلغت إجمالي الإيرادات إلى غاية 17 نوفمبر 2024 حوالي 95,6 مليون متر مكعب، مما يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، إلا أن هذه الإيرادات لا تزال تشهد تراجعًا بنسبة 38,2% مقارنة بالإيرادات المسجلة في نفس الفترة من المعدل السنوي للفترة التي تبلغ 250,1 مليون متر مكعب. وتوزعت الإيرادات بين المناطق بنسب متفاوتة، حيث سجلت مناطق الشمال 68,9% من الإيرادات، بينما سجل الوسط 28,8%، في حين أن 2,3% فقط من الإيرادات جاءت من منطقة الوطن القبلي.
أما بالنسبة للمخزون الجملي للسدود، فقد بلغ نحو 483,5 مليون متر مكعب، مقارنة بـ517,3 مليون متر مكعب في نفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 7%. بالمقارنة مع المعدل للثلاث سنوات الماضية، فإن المخزون الحالي أقل بكثير حيث كان يقدر بحوالي 613,1 مليون متر مكعب.
ويتوزع المخزون العام للسدود بشكل كبير في الشمال بنسبة 88,6%، تليه منطقة الوسط بنسبة 10,3%، في حين تسجل منطقة الوطن القبلي 1,2% فقط. أما نسبة امتلاء السدود بشكل عام فقد بلغت 20,6%، مع تسجيل سد سيدي سالم نسبة امتلاء بلغت 16,2%، وسد سيدي البراق بنسبة 26,3%.
ويعكس هذا التراجع في المخزون والإيرادات المائية التحديات الكبيرة التي تواجه تونس في مواجهة الشح المائي، خاصة في ظل ظروف مناخية قاسية تؤثر على مستوى الموارد المائية في البلاد.