كشف تقرير السعادة العالمي لعام 2024، الصادر عن مركز أبحاث الرفاهية بجامعة أكسفورد بالتعاون مع شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، عن تصنيف تونس في المرتبة 115 عالميًا من بين 143 دولة. هذا الترتيب يضع البلاد ضمن أقل 30 دولة من حيث مستوى السعادة.
واقع اقتصادي واجتماعي مأزوم
التقرير لم يكن مفاجئًا في تسليطه الضوء على العوامل الاقتصادية التي تثقل كاهل المواطن التونسي. ضعف النمو الاقتصادي، ارتفاع معدلات البطالة، وتدهور القدرة الشرائية، كلها أسباب تصدرت القائمة. كما أشار التقرير إلى هشاشة الدعم الاجتماعي في تونس، حيث يغيب وجود شبكات أمان اجتماعي فعّالة تساعد الفئات الأكثر ضعفًا على مواجهة أعباء الحياة.
الفساد والبيروقراطية
إحدى النقاط الحساسة التي أبرزها التقرير كانت انتشار الفساد واستفحال البيروقراطية في المؤسسات الحكومية، مما أدى إلى تراجع ثقة المواطنين فيها. هذه الظواهر، وفقًا للتقرير، تعمق من الشعور بالإحباط وتعرقل محاولات النهوض بالبلاد.
اضطرابات سياسية تزيد من التعقيد
لم يغفل التقرير أثر الاضطرابات السياسية التي تعيشها تونس منذ سنوات، معتبرًا أنها أحد العوامل الرئيسية وراء حالة عدم الاستقرار الحكومي، وهو ما يزيد الوضع تأزمًا على كافة المستويات.
دعوة للإصلاح والإنقاذ
في ظل هذه المعطيات، شدد التقرير على ضرورة تبني سياسات إصلاحية عاجلة وشاملة تستهدف تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية. ودعا إلى تعزيز الشفافية، مكافحة الفساد، وإرساء أسس حوكمة فعّالة تضع رفاهية المواطن في صدارة الأولويات.