قدّم مستشفى الأمراض العقلية الرازي، خلال الفترة من جانفي 2024 إلى 03 نوفمبر 2024، 149,128 عيادة خارجية للمرضى، كما استقبل 6,745 مريضًا. هذه الأرقام تُظهر تراجعًا طفيفًا مقارنةً بسنة 2023، حيث قُدّمت حوالي 174,000 عيادة خارجية، مع إقامة 7,211 مريضًا.
وأوضحت الدكتورة ماجدة شعور، الأستاذة في الطب النفسي ورئيسة القسم في المستشفى، في مداخلة إذاعية، أن المستشفى يضم حوالي 500 سرير. وبينت أنه لا يمكن الحديث عن تجاوز طاقة الاستيعاب، حيث يتم علاج المرضى والسماح لهم بالمغادرة بعد تلقي العلاج المناسب.
وأكدت الدكتورة شعور أن الصحة النفسية أصبحت قضية ملحة في العديد من دول العالم، مشيرةً إلى أن مستشفى الرازي يُعتبر الخط الثالث في العلاج، حيث يتم تحويل المرضى الذين يعانون من حالات متقدمة بعد تلقيهم العلاج في الطب العام، والذي يمكن أن يتعامل مع حالات الاكتئاب الخفيفة.
وأعربت الدكتورة شعور عن قلقها تجاه بعض العائلات التي ترفض استلام مرضاها بعد انتهاء فترة العلاج، حيث تتجاهل الاتصالات في كثير من الأحيان. كما نبهت إلى وجود أبناء يتخلون عن آبائهم وأمهاتهم المصابين بالزهايمر، رغم توفر الرعاية المنزلية والأدوية التي تساعد في تحسين حالتهم.
أما بالنسبة للمرضى الصغار والمراهقين، فقد أفادت الدكتورة أن العيادات الخارجية تستقبل حوالي 70 مريضًا، مشددة على أن هناك عوامل عدة تسبب اضطرابات نفسية لدى هذه الفئة، مثل استخدام الهواتف المحمولة وطلاق الوالدين وما يترتب عن ذلك من مشكلات. وقد تم تجهيز قسم الأطفال ليكون مهيئًا بما يتناسب مع حالتهم النفسية.
وعن قسم تأهيل النساء ومعالجتهم من الإدمان، أكدت أن المستشفى يوفر الإقامة للنساء، بالإضافة إلى عيادات للرجال. يُعتبر مستشفى الأمراض العقلية الرازي الوحيد من نوعه في تونس، ويضم سبعة أقسام تشمل الطب النفسي للكهول والأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى طب الأعصاب، الطب الباطني، الطب الشرعي، طب الأسنان، وقسم تأهيل النساء.
تسلط هذه الإحصائيات والحقائق الضوء على أهمية تعزيز الوعي حول الصحة النفسية ودعم العائلات في التعامل مع المرضى، وذلك من أجل تحسين جودة الحياة للمرضى وأسرهم على حد سواء.