أشاد عالم الفضاء التونسي نور الدين الروافي، المسؤول عن مشروع مسبار “باركر سولار بروب” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، بالأهمية العلمية للمشروع الذي يُعتبر إنجازًا رائدًا في استكشاف أسرار الشمس ودراسة تأثير العواصف الشمسية على الأرض.
وأشار الروافي، في تصريح لإذاعة الديوان اليوم السبت، إلى أن فريقًا مكوّنًا من آلاف الخبراء والباحثين من مختلف التخصصات عملوا على هذا المشروع لمدة 15 عامًا، مما ساهم في تحقيق نجاحات غير مسبوقة. وأوضح أن المسبار الذي تم إطلاقه في أوت 2018 يقترب من الشمس أكثر من أي وقت مضى، مما يُتيح للعلماء فرصة دراسة الغلاف الشمسي وفهم الظواهر المرتبطة به.
وأكد الروافي أن المشروع يمثل تتويجًا لجهود بدأت منذ عام 1958، حينما بدأت “ناسا” محاولاتها الأولى للاقتراب من الشمس، لكنها لم تنجح إلا بعد أكثر من 60 عامًا بفضل التقنيات المتطورة والرؤية العلمية الطموحة.
وأضاف: “ما حققه المسبار حتى الآن مذهل، إذ ساهم في تعزيز معرفتنا العلمية حول العواصف الشمسية وتأثيرها على الاتصالات الأرضية، محققًا بذلك نجاحات تجاوزت التوقعات”.
في جانفي 2024، كرّمت وكالة “ناسا” الدكتور الروافي وفريقه تقديرًا لإسهاماتهم البارزة في قيادة المسبار الفضائي إلى مسافات قياسية قريبة من الشمس.
نور الدين الروافي، الذي نشأ في تونس، يعمل كعالم مختص في الفيزياء الفلكية بمختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة “جونز هوبكنز”، وهو عضو في الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي والجمعية الفلكية الأمريكية. وتركز أبحاثه على دراسة الهالة الشمسية الديناميكية، الحقول المغناطيسية الشمسية، وتحليل الانفجارات الشمسية والرياح الشمسية، بالإضافة إلى نمذجة الظواهر الفيزيائية المرتبطة بالشمس.
يُعد مشروع “باركر سولار بروب” من أبرز إنجازات البشرية في استكشاف الفضاء، حيث مكن العلماء من تجاوز تحديات تقنية وفيزيائية لفهم المزيد عن الشمس، النجم الذي يُشكّل مصدر الحياة على الأرض.