أعدمت السعودية 330 شخصا هذا العام في أعلى رقم منذ عقود، على الرغم من وعود ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في عام 2022 بإلغاء عقوبة الإعدام، باستثناء القصاص، وذلك بموجب رؤيته لمملكة جديدة منفتحة.
وتنفق المملكة المليارات لتغيير صورتها المرتبطة بالقيود الدينية الصارمة وانتهاكات لحقوق الإنسان إلى مركز سياحي وترفيهي بموجب خطة رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد.
والأحد، أعلنت وزارة الداخلية السعودية إعدام مواطنين أقدما على ارتكاب أفعال مجرمة تنطوي على “خيانة” الوطن والانضمام إلى كيانات “إرهابية”.
وتمثل أحدث حصيلة لعمليات الإعدام جمعتها منظمة حقوق الإنسان غير الحكومية “ريبريف” من إعلانات عن عمليات الإعدام، تحققت منها رويترز، قفزة كبيرة من إجمالي 172 حالة إعدام في العام الماضي و196 حالة في عام 2022.
وقالت منظمة “ريبريف” إن هذا أعلى رقم مسجل على الإطلاق.
وتنفي السعودية الاتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وتقول إن تصرفاتها تهدف إلى حماية الأمن القومي.
وفي ديسمبر الجاري، دعا خبيران في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، السعودية إلى وقف تنفيذ إعدامات وشيكة بحق 3 أجانب.
وقال المقرران الخاصان للأمم المتحدة، إن 3 مصريين أعدموا، الثلاثاء، ومن المقرر “إعدام مصريين اثنين وأردني واحد في وقت وشيك”.
وواجه الأمير محمد بن سلمان بعد أن أصبح وليا للعهد في 2017، انتقادات دولية لقمع المعارضة وعلى خلفية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول عام 2018.
وتصر السعودية على أن مقتل خاشقجي نفذته مجموعة خارجة على القانون، لكن محمد بن سلمان قال إنه يتحمل المسؤولية النهائية لأن الجريمة حدثت وهو في موقع السلطة.
وتجنبت حكومات غربية بشكل كبير التعامل مع المملكة بعد مقتل خاشقجي. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، أثناء حملة ترشحه للمنصب في عام 2020، إنه سيجعل السعودية “منبوذة”، لكنه زار المملكة عام 2022.
واتهمت جماعات لحقوق الإنسان الدولة بالحكم على قُصر بالإعدام واستخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات.
وقالت دانا أحمد، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية “القمع يتزايد، لكنكم لا ترونه”.
وقال محمد بن سلمان في مقابلة أجرتها معه مجلة أتلانتيك عام 2022 إن السعودية ألغت عقوبة الإعدام، باستثناء عقوبة القصاص التي قال إنه لا يمكنه تغييرها لأنه منصوص عليها في القرآن.
المصدر: الحرة