أكد الرئيس الأسبق، منصف المرزوقي، في تصريح له بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للثورة التونسية، أن تونس قد عادت إلى نفس الوضعية التي كانت عليها قبل اندلاع الثورة، وذلك بعد 14 عامًا من الثورة الشعبية.
وأشار المرزوقي إلى أن الثورة المضادة نجحت في إزالة جميع المكاسب التي تحققت خلال الفترة الانتقالية، وبدلاً من تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز الحريات، عادت البلاد إلى حالة من القمع والتهميش الاقتصادي.
وقال المرزوقي: “لقد عادت الانتخابات التسعينية، انهارت الحريات، تفاقم القمع والفقر، وازدادت البطالة بشكل غير مسبوق”.
وأضاف أن هذه الحالة تثير القلق الشديد، لأن تونس باتت تعيش نفس المعاناة التي شهدتها قبل 2011، دون أي تحسن ملموس في أوضاع المواطنين.
وفي إطار تحليله للواقع السياسي والاجتماعي في تونس، أكد المرزوقي أن الأسباب التي أدت إلى حدوث الثورة هي نفسها التي ستؤدي إلى انفجار جديد في المستقبل. ورغم كل المحاولات لتأجيل اللحظة الحاسمة، أشار المرزوقي إلى أن “عودة الثورة مسألة حتمية”، موضحًا أنه لا يمكن التنبؤ بلحظة الانفجار. وقال: “وحدها البراكين تقرر لحظة انفجارها، ولا ينفع فيها لا شتمٌ لتكاسلها ولا تحريضٌ على سرعة بث الحمم”.
كما شدد الرئيس الأسبق على أهمية النضال الشعبي المتواصل لتحقيق التغيير المنشود، قائلاً إن تونس لا تزال بحاجة إلى استكمال الثورة من خلال تصحيح المسار وتحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية التي انطلقت من أجلها الثورة.
وتشهد البلاد أزمة سياسية واقتصادية خانقة، مع تفشي البطالة والفقر وتزايد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.