كشف تقرير حول التنافسية الجهوية لـ2024 نشره المعهد العربي لرؤساء المؤسسات الجمعة، أنّ ولايات تونس الكبرى وتوزر والمناطق الساحلية، تعتبر الأكثر جذبا على مستوى القدرة التنافسية في تونس.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أنّ القصرين والقيروان وسيدي بوزيد هي الولايات الأقل جذبا على مستوى القدرة التنافسية مما يكرّس اللاتوازن الجهوي المستمر منذ عشرات السنين في تونس.
وتعني القدرة التنافسية، التي غالبا ما تقترن بالجاذبية، قدرة أيّ بلد أو منطقة أو جهة على مدى فترة معيّنة، على جذب السكان والاحتفاظ بهم، فضلا عن اليد العاملة والمؤسسات وكل أصناف الأنشطة الاقتصادية.
وأبرز التقرير أنّ مستوى جذب أفضل بالنسبة إلى منطقة أو بلد ما يعكس قدرة تنافسية أفضل على الجذب أو المحافظة على الثروات والاستثمارات.
وأكّد أنّ ولاية تونس فقط تمتلك حصيلة جملية (تقييم على 10) فوق المعدّل أي فوق 5 والأكثر ارتفاعا (5.387 على عشرة)، فيما صنّفت بقية الولايات تحت المعدّل (أي أقل من 5).
وأوضح التقرير أنّ ترتيب المناطق يرتكز على المعدّل الجملي للجذب لكل ولاية والذي يتكوّن من سبعة مستويات: مقاييس بيئية-اجتماعية وحوكمة، بنية تحتية وتحضّر، صحة وتعليم، اندماج مالي، سوق العمل، ديناميكية الأعمال، والتجديد واعتماد التكنولوجيا المتطورة.
ووفق المقاييس، تحتل ولاية تونس المستوى الأول تليها كلّ من ولايات: صفاقس (3.533 على عشرة)، ثم سوسة (3.482 على عشرة)، فتوزر (3،474 على عشرة)، فبن عروس (3.222 على عشرة)، فأريانة (3.084 على عشرة)، فالمنستير (2.913 على عشرة)، وأخيرا بنزرت (2.862 على عشرة).
وبخصوص المناطق الأقل جذبا فإنّها تلك التي تمتلك رصيدا جمليا من الجذب أقل من 2 على عشرة. وتتكون من ولايات سيدي بوزيد 1.742 على عشرة (المركز 21)، ولاية جندوبة 1.670 على عشرة (المركز 22) القيروان 1.625 (المرتبة 23) والقصرين 1.355 (المرتبة 24).
ويعتبر التقرير أنّ تحسين الجذب بالنسبة إلى أيّ منطقة يتطلّب أساسا تحسين التواصل وجودة الحياة وصورة المنطقة.
وبخصوص تحسين التواصل، شدّد التقرير على أنّ وجود بنية تحتية ذات وسائط متعددة وفي المتناول وصامدة ومستدامة من شأنه المساعدة على خلق فرص على المستوى الجهوي، مشيرا إلى أنّ ربط جهة ما بشبكة النقل الحديدي والطرقات السريعة إضافة إلى الألياف البصرية عالية التدفق، يمكّن من إتاحة انفتاح إقليمي وجهوي وحتى دولي لتلك المنطقة.
أما في ما يتعلق بجودة الحياة، فأكّد التقرير أنّ توفّر عروض خدمات في قطاعات التعليم والصحة تكون ذات جودة وتوازي تلك المتوفرة في المدن الكبرى، يعدّ عنصرا حاسما في تقييم المستثمرين والكفاءات لمدى جاذبية المنطقة واختيارهم الإقامة فيها.
وبالنسبة إلى الترويج للصورة المميزة للمنطقة، نوّه التقرير إلى ضرورة وضع إستراتيجيات ترويج للمناطق أي برامج وشراكات قادرة على تمويل الصورة المميزة لكل منطقة وتثمينها، مما يساهم في تحسين التصور العام حول تلك المنطقة.
واستنتج التقرير أنّ تحسين جاذبية الجهات بالاستناد على توصيات الأشغال السابقة للمعهد العربي لرؤساء المؤسسات، يتطلّب تسريع وضع الإصلاحات المنتظرة من أجل تحسين ظروف الاستثمارات ورقمنة الخدمات الإدارية وإنجاز مشاريع البنية التحتية.
وات