وجه علي المكي، شقيق شهيد الثورة عبد القادر المكي، رسالة مؤثرة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، عبر فيها عن استنكاره لما آلت إليه الأوضاع في تونس بعد الثورة.
وقال المكي في رسالته، التي نشرها على صفحته بفيسبوك أمس: “لم أكن أتخيّل يوماً أن تعيش تونس بعد الثورة كل هذه التضييقات على الحريات وأنتم على رأس السلطة”.
وأضاف : “لم أكن أتخيّل يوماً أن تكون السجون في تونس محشراً للمعارضين السياسيين ولمن يمارسون حريتهم في التعبير، وأنتم بيدكم السلطة”. كما أشار إلى أنه لم يكن يتصور أن تشهد البلاد تشتّتاً وانقساماً بين أبناء الشعب الواحد، وتفضيلاً بين من يدعمون توجيهات الرئيس ومن يعارضونها.
وذكر علي المكي أنه كتب هذه الرسالة في تاريخ 11 جانفي، الذي يوافق ذكرى استشهاد شقيقه عبد القادر المكي. وأوضح أن هذه الذكرى لها رمزيتها الخاصة، مما دفعهم إلى رفض أي تعويض مادي تم عرضه عليهم.
وأكد في رسالته: “الشيء الوحيد الذي يرضي قلبي هو أن أرى بلادي وشعبها ينعمان بالحرية”. وأضاف متذكراً اللقاءات التي جمعته مع الرئيس سعيّد في وقت سابق، مشيراً إلى أنه كان يشعر بالفخر وهو يمارس حريته في إضراب الجوع عام 2014 احتجاجاً على الأحكام القضائية الظالمة في قضايا شهداء وجرحى الثورة. وقال: “كنت تؤازرني وتساندني، وتحدثت كثيراً عن عدم استقلالية القضاء وضرورة تصحيح المظالم”.
وتابع المكي: “لكن لم أكن أتخيّل يوماً أن تصبح أنتم السلطة، وأن تصبح السلطة أنتم”. وأكد أنه لا يسعى للشهرة من وراء هذه الرسالة، مشيراً إلى أنه ليس صاحب مصلحة خاصة، بل صاحب “غاية نبيلة”.
وختم شقيق الشهيد رسالته بالقول: “أريد الحرية لكل التونسيين، لكل معتقل سياسي، لكل من عبّر وكتب وصرخ بموقفه. المبادئ لا تتجزأ، والحرية التي سالت الدماء من أجلها لا يمكن التفريط فيها”. ودعا رئيس الدولة إلى “إعادة النظر في ما يحدث في بلادنا بعين من ساندنا في تلك الأيام التي لم تكن فيها السلطة بيدكم”.