أعلنت رئاسة الجمهورية اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 أن الرئيس قيس سعيد أكد خلال إشرافه يوم أمس على اجتماع مجلس الأمن القومي، أن “الواجب الوطني المقدس يقتضي مواصلة الحرب على الفساد”، مشددًا على أنه “ليس أمامنا سوى الانتصار”. وأشار إلى ما حدث مؤخرًا في شركة الخطوط الجوية التونسية، معتبرًا أن ذلك “يرتقي إلى مستوى الجريمة”.
وقالت الرئاسة في بلاغ نشرته على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك” إن الرئيس سعيد شدد على أن “انتظارات الشعب التونسي كبيرة”، وأنه يجب العمل بسرعة قصوى لتحقيقها عبر “فكر جديد ومفاهيم جديدة” تقطع تمامًا مع الماضي. وأكد أن “اللوبيات التي بدأت تتحرك هذه الأيام وامتداداتها داخل عدد من الإدارات والمؤسسات العمومية” يجب تفكيكها ومحاسبة كل من ينفذ مخططاتها الإجرامية.
وفي هذا السياق، أشار الرئيس إلى الأحداث الأخيرة في الخطوط الجوية التونسية، معتبرًا إياها “جريمة” يتحمل مسؤوليتها “من قاموا بالتنفيذ، ومن خططوا لها ولغيرها في عدد من المرافق العمومية”.
وتناول الاجتماع قضية غلاء الأسعار وضرورة محاسبة المحتكرين والمضاربين. وأوضح الرئيس سعيد أن عمليات المراقبة السابقة لم تكن فعّالة، حيث تم التركيز على صغار التجار في حين تم غض الطرف عن كبار المحتكرين، مشيرًا إلى وجود “أسواق جملة موازية” تسيطر على المسالك الرئيسية للتوزيع.
وقال إن “قوت الشعب التونسي خط أحمر”، وأن المسؤولية الوطنية تقتضي تفكيك هذه الشبكات الإجرامية ومحاسبة كل طرف مشارك فيها.
وفيما يخص الوضع في مدينتي جبنيانة والعامرة من ولاية صفاقس، شدد الرئيس سعيد على أن تونس قدّمت كل ما يمكن تقديمه بناءً على القيم الإنسانية، وأنها لا تستطيع تحمل المزيد من الأعباء في ظل نظام اقتصادي عالمي غير عادل. وأكد أن المهاجرين غير النظاميين هم أيضًا ضحايا لهذا النظام، مشيرًا إلى أن المنظمات الدولية المعنية تكتفي في كثير من الأحيان بالبيانات فقط.
وأعرب الرئيس عن ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لتأمين العودة الطوعية للمهاجرين غير النظاميين المتواجدين في تونس إلى بلدانهم الأصلية في أقرب وقت ممكن.