في تدوينة له على حسابه الشخصي، عبّر رفيق عبد السلام، وزير الخارجية الأسبق والقيادي في حركة النهضة، عن استنكاره لما وصفه بـ “محنة الانقلاب والانقلابيين” التي تمر بها تونس، مستعرضًا “درسًا حيًا ” من كوريا الجنوبية في كيفية الدفاع عن الدستور والمصالح العليا للأمة.
وقال عبد السلام إن “شعب كوريا الجنوبية خرج على بكرة أبيه للشارع لإسقاط الانقلاب على الدستور والتعدي على المؤسسات، وذلك بعد أن قرر الرئيس الكوري فرض حكم الطوارئ وحل البرلمان”. وأضاف أن الشعب الكوري قدّم درسًا في الصمود والتمسك بالحقوق الديمقراطية، حيث نجح في إجبار الرئيس على التراجع عن قراراته، ليعلن عن رفع حالة الطوارئ وإلغاء قرار حل البرلمان.
وتابع عبد السلام: “الشعوب الحية تدافع عن دستورها ومؤسساتها، وهذا درس حي لنا نحن التونسيين لنتدارك ما أصابنا من محنة الانقلاب والانقلابيين”. كما شدد على أهمية الحفاظ على التوازن الديمقراطي ومؤسسات الدولة التي تعتبر ركيزة الاستقرار الوطني.
ويأتي هذا التعليق في وقت تشهد فيه تونس استمرار الجدل حول الإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس قيس سعيد في 25 جويلية 2021، والتي تضمنت تجميد البرلمان وحل الحكومة، وهو ما اعتبره معارضون انقلابًا على الديمقراطية والدستور.
يذكر أن مشرعون في كوريا الجنوبية خيروا اليوم الأربعاء 4 ديسمبر 2024 الرئيس يون سوك يول بين التنحي طوعاً أو العزل بعد أن أعلن الأحكام العرفية قبل أن يتراجع عنها بعد ساعات، ما أثار أكبر أزمة سياسية منذ عقود في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
كما أعلن اتحاد عمال الصلب في كوريا الجنوبية، أنه سيبدأ إضراباً كاملاً في 11 ديسمبر حتى يتنحى الرئيس عن منصبه.
ودعا الحزب الديمقراطي المعارض الرئيس يون سوك يول الذي تولى منصبه في 2022 إلى الاستقالة طوعاً أو العزل.
وقال بارك تشان-داي، النائب البارز في الحزب الديمقراطي “بات واضحا للأمة بأكملها أن الرئيس يون لم يعد قادراً على إدارة البلاد بشكل طبيعي.. عليه أن يتنحى عن منصبه”.
ونقل الحزب الديمقراطي في رسالة للصحافيين عن 6 أحزاب معارضة في كوريا الجنوبية القول إنها تعتزم تقديم مشروع قانون لعزل الرئيس يون على أن يتم التصويت عليه الجمعة أو السبت.
ودعا زعيم حزب “سلطة الشعب الحاكم” الذي ينتمي إليه يون إلى إقالة وزير الدفاع كيم يونج-هيون واستقالة مجلس الوزراء بأكمله.
وقال يون سوك يول في خطاب بثه التلفزيون إن الأحكام العرفية ضرورية للدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية المسلحة نووياً والقوات المناهضة للدولة المؤيدة لبيونغ يانغ وحماية نظامها الدستوري الحر رغم أنه لم يحدد ماهية التهديدات.