شهدت قيمة الدينار التونسي تراجعًا طفيفًا أمام الدولار الأمريكي، حيث بلغ سعر الصرف 3.2 دينار مقابل الدولار، وفقًا للمعدلات اليومية لأسعار الصرف على موقع البنك المركزي التونسي.
ويرى الخبراء أن هذا التراجع في قيمة الدينار ليس دليلاً على انهيار العملة المحلية، بل هو نتيجة لظروف اقتصادية وسوقية مؤقتة. وفي هذا السياق، أكّد الخبير المالي بسّام النّيفر أن تراجع قيمة الدينار أمام الدولار هو تراجع طفيف وظرفي، ويعزى إلى التطورات في الأسواق العالمية. النّيفر يعتقد أن الدولار سيظل قويًا في عام 2025، إلا أنه يتوقع أن يرتفع الدينار في الأيام المقبلة.
وأشار النّيفر إلى أن هذا الارتفاع الطفيف في قيمة الدولار ليس تدهورًا في قيمة الدينار، بل مجرد انعكاس لما يحدث في الأسواق العالمية. وأوضح أن سعر صرف الدينار في السنوات الأخيرة كان مستقرًا أمام الدولار، إلا أن هذا التراجع الحالي لا يحمل آثارًا سلبية كبيرة في المدى القصير.
من جهته، شدّد معز حديدان، الخبير في الأسواق المالية، على أن ارتفاع الدولار في الآونة الأخيرة شمل تقريبًا جميع العملات الأخرى، وليس فقط الدينار التونسي. وأوضح حديدان أن هذا الارتفاع يعود إلى التصريحات السياسية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن السياسة الجمركية الجديدة، التي ساهمت في رفع الدولار، لكنه توقع أن يعود الدولار للانخفاض قريبًا.
ورغم أن الخبراء يعتبرون هذا التراجع ظرفيًا، إلا أن له تداعيات سلبية محتملة على الاقتصاد التونسي. فقد يتسبب هذا التراجع في زيادة تكلفة الواردات، خاصة وأن تونس تعتمد على استيراد العديد من السلع الأساسية بالدولار، ما قد يثقل كاهل الاقتصاد الوطني.
كما أن تراجع الدينار قد يؤثر سلبًا على الصادرات التونسية التي تستهدف بالأساس منطقة اليورو. ففي حال استمر انخفاض قيمة الدينار أمام اليورو، قد تواجه المنتجات التونسية صعوبة في التنافس على الأسواق العالمية.
من جانب آخر، أكد الخبراء أن هيكلة الدين التونسي التي تعتمد بشكل كبير على العملة الأوروبية (اليورو) قد تكون في مصلحة تونس في حال استمر تراجع اليورو أمام الدينار. إلا أن تسديد الديون بالعملات الأجنبية، مثل الدولار، قد يصبح أكثر تكلفة في حال استمرار تراجع الدينار.
وفي المجمل، يتفق الخبراء على أن تراجع الدينار التونسي أمام الدولار ليس أمرًا كارثيًا، لكن يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على المدى القصير. ومع ذلك، يظل هذا التراجع مرتبطًا بالتحولات العالمية والتطورات الاقتصادية الدولية، التي قد تشهد تغييرات في الأيام المقبلة.